اللهم صلِّ على محمد ماتعاقب الليل والنهار وصلِّ على محمد ماذكره الذاكرون الأبرار وصلِّ على محمد عدد مكاييل البحار
قطعت شهور العام لهوا وغفلة *** ولم تحترم فيما أتيت المحرمــا
فلا رجبا وافــيت فيه بحــقه *** ولا صمت شهر الصوم صوما متممـا
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي *** مضى كنت قواما ولا كنت محرمـا
فهل لك أن تمحــو الذنوب بعبــرة *** وتبكي عليها حسرة وتندمـا
وتستقبل العــام الجديد بتوبـة *** لعلك أن تمـحو بها ما تقدمــا
إنَّ الإمام أبو الفرج عبد الرحمن ابن رجبٍ الحنبلي رحمه الله قد ذبحَ القلوب وشرَّحها بجميل كلامه , ولطافة مقالته , جعلَ القلوب تشتاق إلى رب الأرباب , وملأ العقول تفكيرًا من تقصير العباد لرب العباد .
فتراه ينصحك بنصيحةٍ فإذا هيَ عليك فضيحة , وتراه يكشف عنكَ قريحة فإذا هي لك مليحة , فتسمو روحك ويشغف قلبك بكلامه الأسير الأسيف.
ولا أشهدَ على القولِ من قرأ سفره الجليل (جامعُ العلومِ والحِكم) الذي جمعَ فيه بين العلمِ والموعظة والقول الحسن .
وهاهو كتاب جليل يزيدكُ إجلالاً لمصنفه , ودعاءً لزابره , موسومٌ بـ ( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ) حقَّق فيه الإمام الجليل أبو الفرج ابن رجب ما وردَ في الكتاب والسنة في ذكر شهور السنة , بادئًا بشهر الله (ألمحرم) وخاتمًا بشهر العباد (ذي الحجة) مقسمًا كل شهر على مجالس إلا بعضها, وستجدُ العين مقرحة والقلب مشرحًا إذا ما تكلم عن شهر الله (المحرم) وإذا ما تكلم عن شهر الصيام (رمضان) وشهر الحج (ذي الحجة) , وآخرَ مجلسٍ في (ذكرِ التوبةِ والحث عليها قبل الموت وختم العمر بها والتوبة وظيفة العمر وهي خاتمة مجالس الكتاب) .
وكأنَّي بالإمام ابن رجبٍ ينادي بقارئِ الكتاب أن الشهور أيام وأن الأيام ساعات فلا تغترَّ بكثرها ولا بفصولها , واعلم أنَّ العمل قد حان , وأن الأجل قد آن .
وإني ناصحٌ لمن أرادَ أن يهذب قلبه , وأن يرشد عقله , وأن يبصِّر دربه = أن يخصص وقتًا آنذا ليسَ بالطويل لقراءة هذا الكتاب وتدبره وفهمه , ولا تطل وقتكَ في مجالسته لتشتاق فلا تنساق.
ذلك , أن الحاجة ماسة لهذا الأمر , فبابُ رمضانَ قد طرق الأبواب , وإنه لينتظر من يفتحها , فافتحوا القلوب ليدخل رمضانِ على أضياف أطهار كرماء.
اسمع إلى قوله :
* (أرض الجنة اليوم قيعان , والأعمال الصالحة لها عمران ؛ بها تبنى القصور وتغرس أرض الجنان ؛ فإذا تكامل الغراس والبنيان انتقل إليه السكان)
* (المواعظ سياط تضرب القلوب فتؤثر في القلوب كتأثير السياط في البدن والضرب لا يؤثر بعد انقضائه كتأثر في حال وجوده لكن يبقى أثر التأليم بحسب قوته وضعفه فكلما قوي الضرب كانت مدة بقاء الألم أكثر) .
* ( أنين المذنبين أحب إليه من زجل المسبحين لأن زجل المسبحين ربما شابه الإفتخار وأنين المذنبين يزينه الإنكسار والافتقار) .
* (قال بعض السلف: آدم أخرج من الجنة بذنب واحد؛ وأنتم تعلمون الذنوب وتكثرون منها! وتريدون أن تدخلوا بها بها الجنة ؟ كما قيل:
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى ... درج الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدما ... منها إلى الدنيا بذنب واحد
)
* (كان بعض الصالحين يقوم الليل فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته يا أيها الركب المعرسون! أكلّ هذا الليل ترقدون! ألا تقومون فترحلون؟.. فإذا سمع الناس صوته وثبوا من فرشهم فيسمع من هنا باك... ومن هنا داع... ومن هنا نال... ومن هنا متوضىء... فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته عند الصباح (يحمد القوم السرى).
يا نفس قومي فقد نام الورى ... إن تصنعي الخير فذو العرش يرى
وأنت يا عين دعي عنك الكرى ... عند الصباح يحمد القوم السرى)
الكتاب متوفرٌ في الشاملة .
ولتحميل الكتاب وورد/
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ولتحميل الكتاب إلكترونيا /
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ولتحميل (الفوائد المختارة من لطائف المعارف) للشيخ سليمان اللهيميد /
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مما أعجبني,,