الملاك الأسود مشرفة الأثاث والديكور
الاعلام : عدد المساهمات : 524 نقاط : 1882 السٌّمعَة : 38 تاريخ التسجيل : 24/08/2010 العمر : 37
| موضوع: اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه الخميس أبريل 07, 2011 11:08 am | |
| اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه عند الأطفال وطلاب المدارس ومعاناة الأسر من ذلك
حركة الأطفال الزائدة : ظاهرة أم مرض ؟ حركة الأطفال الزائدة ... هل هي مرض يستدعي المعالجة ؟ أم أنها ظاهرة طبيعية في الأطفال لا تلبث أن تزول ؟ فكثير من الأمهات يشتكين من حركة أطفالهن الزائدة . ويتساءلن : هل أطفالنا مرضى أم أن أمومتنا قاصرة ؟
نقول : انه ليس كل طفل كثير الحركة من وجهة نظر والدته هو مريض . فحركة الأطفال قد تكون دليل الحيوية والنشاط ، خاصة لأولئك الصغار الذين بدءوا حديثا في المشي وغمرتهم السعادة في اكتساب مهارة جديدة وهي المشي والجري والوصول للأشياء ، فنرى الطفل يجري هنا وهناك ويستكشف هذا المكان أو ذاك .وقد تكون الحركة الكثيرة داخل الفصل الدراسي إشارة إلى ارتفاع معدل الذكاء لأولئك الصغار الذين يقيدهم منهج دراسي موجه لمتوسطي الذكاء . لكن !! الحركة الزائدة ربما تشير إلى انخفاض مستوى الذكاء عند بعض الأطفال فيعبر عن محدودية قدراته في التعامل مع أمور الحياة اليومية والأعباء الدراسية بزيادة في حركته .
إن زيادة الحركة قد تشاهد عند بعض الأطفال الذين يعانون من نقص في السمع أو تأخر في اللغة لأسباب كثيرة لعل أهمها تكرار التهابات الأذن الوسطى للطفل والذي لم يلق اهتماماً مناسباً من الأهل لمعالجته و تفادي آثاره. وبعض الأمهات تشتكي من حركة أطفالهن الزائدة ، وحينما يتم تقييم هؤلاء الأطفال يتضح أن حركتهم لا تزال في الحدود الطبيعية ، لكن تحّمل أسرهم لهم ورحابة صدورهم تجاههم تكون ضيقة ، وقد يكون ذلك لوجود عوامل خارجية مثل ضيق المنزل وعدم وجود أماكن مناسبة ينًفس الأطفال فيهاعن نشاطهم الطبيعي وربما يرجع ذلك إلى عدم وجود وسائل تسلية وألعاب مناسبة يفرغ الأطفال فيها طاقاتهم الطبيعية.
كما قد يعبر الأطفال عن إحساسهم بالكآبة وإحباطهم وعدم استقرارهم الأسري والعاطفي بالحركة الزائدة . كما أنهم قد يعبرون عن عدم توافقهم الدراسي حينما يكون العبء الدراسي فوق طاقتهم بالحركة الزائدة . بقي أن نقول أن هناك مرضاً يصيب نسبة ليست بالقليلة من الأطفال يسمى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه . حيث تشير الدراسات العربية والأجنبية إلى أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يشكل أعلى نسبة تشخيصية للأطفال الذين يرتادون العيادة النفسية للأطفال . وفي هذا الاضطراب تلاحظ كثرة حركة الطفل غير الطبيعية بشكل يؤثر سلباً على سلوكه وسلامته في المنزل وعلى أدائه الدراسي في المدرسة .
ويلاحظ على هؤلاء كذلك الممارسات الاندفاعية غير المتوقعة مثل رمي الأشياء أو ضرب الأخوة أو اجتياز الطريق العام فجأة دون التفكير لما سيحدثه من خطر . كما يلاحظ عليهم تشتت الانتباه وعدم القدرة على إتمام الواجبات الدراسية وإنجاز ما يطلب منهم من أعمال بدون انقطاعات متكررة .إن هذه الفئة من الأطفال بحاجة ماسة للتقييم الطبي والنفسي والاجتماعي المتكامل ، وتزويد الأهل ببرامج سلوكية وتوجيهية للحركة الزائدة وتشتت الانتباه، وما قد يصاحبها من سلوك عدواني في بعض الأحيان .
كما أن عدداً كبيراً منهم بحاجة لبعض الأدوية والعقاقير لضبط حركتهم وتحسين تركيزهم وبالتالي تحسين استيعابهم الدراسي ومهاراتهم الاجتماعية والشخصية .
وفرط النشاط و/ أو ضعف التركيز، قد يظهران معًا أو قد يكون كل منهما ظاهرًا على حدة، ولكن من جانب آخر هناك من يعتقد بخطأ هذا الاعتقاد، ويعتبر فرط النشاط عرضًا لكثير من الاضطرابات المختلفة . هذه الحالة لا تعتبر من صعوبات التعلم و لكنها مشكلة سلوكية عند الطفل و يكون هؤلاء الأطفال عادة مفرطي النشاط و اندفاعيين و لا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق 0 ويصاب من ثلاثة إلى خمسة بالمائة من طلاب المدارس بهذه الحالة و الذكور أكثر إصابة من الإناث و يشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحيانا للأهل و حتى الطفل المصاب يدرك أحيانا مشكلته ولكنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته و يجب على الوالدين معرفة ذلك و منح الطفل المزيد من الحب و الحنان و الدعم و على الأهل كذلك التعاون مع طبيب الأطفال و المدرسين من اجل كيفية التعامل مع الطفل 0
وحيث تعتبر الظواهر والمشاكل السلوكية التي تظهر عند بعض الطلاب انحرافا عن أهداف السياسة التعليمية ، وتعتبر عند الأطفال الذين لم يدخلوا بعد المدرسة مظهرا من مظاهر السلوك الشاذ 0 فكان لزاما على العاملين في حقل التربية والتعليم أن يتنبهوا لتلك المشكلات ، وأن يدرسوا أسبابها ، وطرق علاجها 0
تعريف فرط الحركة أو فرط النشاط أو النشاط الزائد : هو اضطراب عصبي ، سلوكي ناتج عن خلل في بنية و وظائف الدماغ، يؤثر على السلوك و الأفكار و العواطف . وهو اضطراب يمكن التعامل معه و تخفيف حدة أعراضه بهدف مساعدة الطفل على التعلم و ضبط النفس مما يساهم برفع مستوى ثقته بنفسه و مواجهة قسوة الأطفال الآخرين. يتم التعرف على الطفل غالبا ما بين 5 إلى 9 سنوات و تستمر الأعراض عليه في فترة الطفولة و المراهقة . كذلك قد تستمر الأعراض أو بعضها في 30- 60% من الحالات إلى مرحلة الرشد 0
كيف يتم التعرف عليه؟
يختلف الاضطراب من شخص لآخر في حدته و أعراضه و السلوكيات الناتجة عنه، ولكن غالبا ما تظهر بعض أو جميع الأعراض التالية:
1- عدم التركيز وتشتت الانتباه:
وجود مؤثرات صوتية أو مرئية أو السرحان بأفكار و ذكريات جميعها تؤثر على الطفل في الوقت نفسه و أحياناً في الحدة ذاتها مما يجعل الطفل سهل التشتت، لا يستمر في نشاط واحد و سريع النسيان و قليل التركيز. وفي المحصلة قد يكون هناك ضعف في الذاكرة قصيرة المدى لدى الطفل و ضعف في الأداء الدراسي.
2- الاندفاعية:
قد يتكلم أو يتصرف بشكل غير لائق ووقت غير مناسب دون التفكير بالعواقب وما قد يترتب على ذلك من نتائج و كذلك قد يكون سريع الهيجان و العصبية.
3- النشاط الزائد:
قد لا يشعر بارتياح داخلي أو يشعر بدافع غير منطقي بأنه يجب عليه فعل شيء فهو دائماً يبدو في حركة مستمرة لا يستطيع التحكم بها وقد يظهر ذلك على شكل اهتزاز الساق أو القدم أو تحريك القلم. أحياناً لا تبدو زيادة في النشاط الحركي وهو ما يلاحظ غالبا عند البنات فيتميزن بتشتت الانتباه و أخذ وقت طويل لإنجاز المهام دون فرط الحركة.
4- عدم الإشباع: لا يبدو على الطفل أنه يرضى بأي شيء فقد يستمر بالحديث عن الموضوع نفسه أو يسأل بشكل مستمر أو يتدخل في شأن غيره. كذلك قد لا يكتفي أو يمل من الأشياء المادية المحسوسة والتي لا تستدعي تركيزا ذهنياً أو تكون ممتعة له مثل اللعب، الأكل، الهدايا فهو يريد المزيد دائماً ، و قد يصر على حمل أشيائه الخاصة به بنفسه أينما يذهب.
5- ضعف في المهارات الاجتماعية:
لا ينسجم مع مَنْ هم في عمره و قد يتصرف بسذاجة أو بطريقة يفرض بها نفسه على باقي المجموعة في محاولة للتحكم بهم.
6- ضعف التناسق الحركي :
قد تبدو حركة جسمه غير متناسقة أو خرقاء كأن يسقط ما بيده أو يتعثر في ما يمر به.
7- عدم الترتيب و الفوضى :
والتي تبدو في سلوك الطفل في تعامله مع الأشياء من حوله.
8- المزاجية و العناد:
فالأطفال يكون لهم أيام جيدة من حيث السلوك و أيام صعبة أوقد يكون التغير من حال لآخر في اليوم نفسه دون تفسير أو سبب واضح، فهي مزاجية متقلبة و بدون مبرر و بشكل لا يتناسب مع سن الطفل كما و كيفاً.
9ـ صعوبات في المدرسة:
بالرغم من أن أغلب من يعاني من هذا الاضطراب لديهم مستوى ذكاء طبيعي إلا أن معظمهم يواجه صعوبات تعلم ناتجة عن عدم القدرة على التركيز و الانتباه. و العديد منهم لديهم صعوبات أكثر تحديداً مثل عسر القراءة أو الدسلكسيا أو مشاكل في اللغة و المحادثة.
و يعرف شيفر ( 1989) النشاط الزائد بأنه : حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي تفوق الحد الطبيعي أو المقبول ، إنه متلازمة أو تناذر مكون من مجموعة اضطرابات سلوكية ينشأ نتيجة أسباب متعددة نفسية وعضوية معا 0 فالنشاط الزائد عبارة عن الحركات الجسمية العشوائية الغير مناسبة تظهر نتيجة أسباب عضوية أو نفسية ، وتكون مصحوبة بضعف في التركيز وقلق بالدونية 0
وكثيرا ما يرافق ما يرافق اضطراب الانتباه مع النشاط الزائد أو فرط الحركة ، لأن هذا الأخير سبب له كما بينته الدراسات السريرية والتجريبية 0 ويعرف الدكتور ( عبد الله 2001 ) " أن النشاط الزائد حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي والمقبول " وأنه أكثر انتشار بين الذكور من الإناث ، وأن 10% من الأطفال لديهم نشاط زائد 0
وفي الحالة الطبيعية وخلال النمو يؤدي النضج إلى التناقض في النشاط والحركة خلال المراهقة 0 إلاّ أن فرط الحركة وضعف الانتباه المرافق له قد يستمر خلال سنوات المراهقة وحتى الرشد مما يتطلب معالجة نفسية متخصصة 0 ويمكن تعريفه بأنه : اضطراب عصبي ، سلوكي ناتج عن خلل في بنية و وظائف الدماغ، يؤثر على السلوك و الأفكار و العواطف. وهو اضطراب يمكن التعامل معه و تخفيف حدة أعراضه بهدف مساعدة الطفل على التعلم و ضبط النفس مما يساهم برفع مستوى ثقته بنفسه و مواجهة قسوة الأطفال الآخرين .
يتم التعرف على الطفل غالبا ما بين 5 إلى 9 سنوات و تستمر الأعراض عليه في فترة الطفولة و المراهقة . كذلك قد تستمر الأعراض أو بعضها في 30- 60% من الحالات إلى مرحلة الرشد 0
ويعرف البعض النشاط المفرط بأنه :
مرض سلوكي مزمن ويتميز بأن الشخص المصاب به زائد النشاط وقليل الانتباه ويصيب الأطفال والبالغين والكبار.
و الكثير حتى الآن لا يعرف أسباب هذا المرض ولكن من المحتمل أن المسبب الأساسي له هو عدم توازن في كيمياء الدماغ. كما يظهر أن للجينات سبب فيه، خاصة عندما نعرف أنه مرض متوارث ضمن العائلات 0
مــــا هـو الانتباه ؟
الانتباه Attention : هو تركيز الجهد العقلي على أحداث حسية ، أو عقلية 0 وتعتمد كثير من الأفكار المعاصرة عن الانتباه على افتراض أن قدرة جهاز معالجة المعلومات على تناول فيض المدخلات محكوم بمحددات هذا الجهاز 0 ( سولسو ، 1996 ) 0
ونعلم أن الانتباه إلى شيء معين أو فكرة ما ، يتطلب قدرة على حصر النشاط الذهني في اتجاه معين مدة من الزمن ، ويتفاوت الأفراد فيما بينهم من حيث مدى الانتباه ، أي من حيث قدرتهم على استيعاب أوسع دائرة ممكنة من الأمور ، ومن حيث مدة الانتباه ، أي من حيث قدرتهم على حصر الذهن أطول وقت ممكن 0 وغير خاف أن ذلك نشاط ذهني يتطلب قدرة على التحكم في النشاط الانفعالي ، وتوجيهه وجهة معينة ، الأمر الذي يتوقف على مدى تحرر المرء من المنبهات الخارجية المتعددة 0
والطفل الصغير أقل من الكبار قدرة على التحرر من تأثير المنبهات الخارجية ، فهو يسلك بوحي الرغبة ، أو استجابة لما يدركه من منبهات خارجية ، ولذلك كان أقل قدرة من هؤلاء الكبار على تنظيم سلوكه ، ونشاطه الذهني على حد سواء . ويتصل لانتباه اتصالا وثيقا بالقدرة على الاحتفاظ بالمعلومات القديمة واسترجاعها وأن العجز عن استرجاع خبرة ما ، لا يكون دائما دليلا على ضعف الذاكرة . بل إن النسيان قد يرجع إلى عوامل نفسية 0
فقد تبين من التحليل النفسي أن المرء بطبيعته يميل إلى نسيان الخبرات التي تثير في نفسه الألم ( خجلا كان ، أم شعورا بالذنب ، أو استشعارا للنقص ) 0 والنسيان في هذه الحالة هو الكبت وقد يكون العجز راجعا إلى قصور في القدرة على الانتباه .. وتعتمد كثير من الأفكار المعاصرة حول الانتباه على افتراض أن الملاحظ الإنساني يتاح له عدد لا يحصى من الهاديات التي تحيط بنا في أي لحظة بعينها . ولكن وسعنا العصبي قاصر للغاية عن الاستقبال الحسي لكل ملايين المنبهات الخارجية . ولكن – حتى إذا ما استطعنا الكشف عن هذه المنبهات – فإن المخ سوف لا يكون قادرا على معالجة كل منها لأن وسعنا على معالجة المعلومات محدودة للغاية . ويمارس الجهاز الحسي Sensory system لدينا – شأنه شأن الأنواع لأخرى من قنوات الاتصال – وظائفه على نحو جيد إذا ما كان مقدار المعلومات التي يتم معالجتها واقعا في نطاق إمكانيته ولكنه يفشل في حالة ما إذا تجاوز مقدار هذه المعلومات طاقته وقد كانت البداية الحديثة لدراسة الانتباه في سنة 1958 م على يد دو نالد برودبنت ، وهو عالم النفس البريطاني ، والذي أورد في كتابة الإدراك والتخاطب ) أن الانتباه نتاج لجهاز معالجة المعلومات ذي الوسع المحدود .
والفكرة الرئيسية في نظرية برودبنت هي أن العالم يتكون من الكثير من الاحساسات التي تفوق ما يمكن تناوله بالإمكانات الإدراكية / المعرفية للملاحظ الإنسان ، ومن ثم فإن الإنسان في سبيل مواجهة طوفان المعلومات المتاحة ـ ينتبه إلى بعض هذه الهاديات بطريقة انتقائية ، ويتخلص من استقبال كثير من الهاديات الأخرى 0 ( المليجي وزميله ، 1971 ) 0
الانتباه والمخ الإنسانـي :
تحت دراسة العلاقة بين الانتباه والمخ الإنساني بصفة أساسية عن طريق ربط اضطرابات الانتباه بالصدمات التي يتعرض لها المخ . وكان هذا العمل المبكر قاصرا على أمراض الجهاز العصبي ولم يكن له إلا أثر قليل على النماذج المعرفية للعقل . رغم توافر أدلة على أن الانتباه له علاقة - جزئيا على الأقل – بمناطق معينة في اللحاء 0 وقد استخدام المهتمون بالانتباه والمخ – حديثا – أساليب تم بناؤها في إطار كل من علم النفس المعرفي وعلم المخ. وتتوافر قائمة بالأساليب التي يمكن الاعتماد عليها في كلا المجالين . وقد تركزت هذه الجهود الحديثة على مجالين ، الأول – البحوث التقليدية التي أجريت حول العلاقة بين تشريح المخ وعمليات الانتباه . وقد استخدمت هذه الدراسات كل الوسائل المعرفية ،
مثل : ( الإصفاء الثنائي ، تكرار الكلمة المنطوقة الانتباه الموزع ، ومهام اتخاذ القرار المعجمي ، وتذكر كلمة بمساعدة أخرى ترتبط بها ) .
ووسائل الإحساس عن بعد المستخدمة في دراسات الأعصاب
مثل : ( الفحص الطوموجرافي ( السطحي ) المحوري بالحاسوب . والفحص الطوموجرافي ( السطحي ) بإطلاق أشعة إكس 0
والمجال الثاني – الذي تركزت عليه الجهود الحديثة في العلاقة بين المخ والانتباه هو استخدام الأساليب التي تم بناؤها في مختبر دراسة الوظائف المعرفية كاختبارات الشخصية والعقاقير التي يفترض أنها تحدث أثرا على عملية الانتباه بشكل انتقائي . وفيما يتصل بتحديد العلاقة بين تشريح المخ والانتباه ثمة أجهزة مستقلة تشريحيا في المخ تتناول الانتباه – وأجهزة أخرى – مثل أجهزة معالجة البيانات. إن جهاز الانتباه بمعنى ما ، يشبه الأجهزة الأخرى – كالأجهزة الحركية والحسية مثلا – في أنه يتفاعل مع كثير من أجزاء المخ الأخرى ، ولكنه يحتفظ بهويته الخاصة ، ويمكن أن نجد دليلا على ذلك الاستنتاج لدى المرضى بتلف في المخ الذين يعانون من مشكلات خاصة بالانتباه ولا يعانون من عيوب في التجهيز ( والعكس بالعكس ) .
يضاف إلى ذلك الانتباه يتم من خلال شبكة من المناطق التشريحية لا تقع في مركز معين . وأخيرا يبدو أن مناطق المخ المتضمنة في الانتباه تقوم بوظائف معرفية مختلفة . ( روبرت سولو ، علم النفس المعرفي ، ت . د. محمد نجيب وآخرون ، 1996 م ) 0
والانتباه عامل هام في التعلم واكتساب المعرفة ، وتحصيل العلم ، فإذا لم ينتبه الطالب إلى درس أو محاضرة ما ، فإنه لا يستطيع أن يدرك ما تضمنته من معلومات ، وبالتالي لا يستطيع أن يتعلمها وأن يتذكرها فيما بعد 0 ومما يساعد على تركيز الانتباه ويسهل عملية التعلم عرض المعاني المجردة بطريقة مبسطة وموضحة ، وذلك بتمثيلها بأمور واقعية محسوسة حتى يمكن إدراكها وفهمها ، ولذلك نجد الكثير من المعلمين الآن يستعينون بالوسائل البصرية والسمعية والتجارب المعملية والعملية في شرح القوانين والنظريات العلمية ، مما يثير التلاميذ والطلاب ، ويجعلهم ينتبهون ، ويساعدهم على الإدراك والفهم لها 0 ( نجاتي ، 1989 ) 0
وتعتمد كثير من الأفكار المعاصرة حول الانتباه على افتراض أن الملاحظ الإنساني له عدد لا يحصى من الهاديات التي تحيط بنا في أي لحظة بعينها ، ولكن وسعنا العصبي قاصر للغاية عن الاستقبال الحسي لكل ملايين المنبهات الخارجية 0
وتهتم كثير من نظريات الانتباه بقضيتين خلافيتين وهما :ـ 1ـ الوعي 0 2ـ إدراك ما دون الوعي 0
أو أثر المنبهات التي تكون على درجة كافية من القوة ، بحيث تقع فوق عتبة الشعور الفسيولوجي ، ومع ذلك فإننا لا نشعر بها 0 وتركز النماذج المعاصرة للانتباه على المرحلة التي يحدث فيها انتقاء المعلومات 0 وتنطوي هذه النظريات على فكرة أن الأفراد لا يشعرون بالإشارات في المرحلة الأولى من معالجة المعلومات ، ولكن بعد اتخاذ قرار ، أو انتقاء ما تمر به بعض الإشارات لتحظى بمزيد من المعالجة 0 وتركز البحوث الحديثة في الانتباه على عدة قضايا هامة تشمل :ـ
1ـ دور المعالجة التلقائية والانتباه 0
2ـ الوعي 0
3ـ الآليات العصبية الداخلية المرتبطة بعلم نفس الانتباه 0
4ـ الانتباه الانتقائي ومعالجة المعلومات من جانب الخبراء 0 ( سولسو ، 1996 )
ويذكر( عبد الله ، 2001 ) " أن هناك دراسات متعددة وخاصة دراسة العالم النفسي ( وايس ) Weiss ورفاقه ، إلى أن عدم مواجهة اضطراب ضعف الانتباه والنشاط الزائد ورمزه مختصرا ( Addh ) وعلاجه في البداية يزيد من خطر التعرض للسلوك اللااجتماعي ، والسيكوباثية في المراهقة والرشد ، إضافة إلى أثاره السيئة في العمل المدرسي 0
وقد أتبع الاتجاه البيولوجي / النفسي / الاجتماعي في علاجه Bio Psycho Social Treat Ment وذلك باستخدام عقاقير طورت حديثا وتبين أن لها مفعولا جيدا مع استخدام المعالجة السلوكية والمعرفية والأسرية التي حققت نتائج مثمرة 0
العلاج لفرط الحركة أو فرط النشاط أو النشاط الزائد :
ويحتاج هؤلاء الأطفال إضافة إلى التشخيص المناسب التدريب المناسب، فهم بحاجة لبرنامج موضوع بدقة للتعامل مع تصرفاتهم كسلوكيات يجب تعديلها(أو ما يطلق عليه تربويًّا تعديل السلوك –حيث إن كل تصرفاتنا هي في الأساس سلوكيات)، ويتم ذلك باستخدام العديد من التقنيات العلاج السلوكي .
العلاج السلوكي :
() يعتمد العلاج السلوكي بالأساس على لفت نظر الطفل بشيء يحبه ويغريه على الصبر لتعديل سلوكه، وذلك بشكل تدريجي بحيث يتدرب الطفل على التركيز أولاً لمدة 10 دقائق، ثم بعد نجاحنا في جعله يركِّز لمدة 10 دقائق ننتقل إلى زيادتها إلى 15 دقيقة، وهكذا...
() لكن يشترط لنجاح هذه الإستراتيجية في التعديل أمران: الأول ـ الصبر عليه واحتماله إلى أقصى درجة، فلا للعنف معه؛ لأن استخدام العنف معه ممكن أن يتحول إلى عناد، ثم إلى عدوان مضاعف؛ ولهذا يجب أن يكون القائم بهذا التدريب مع الطفل على علاقة جيدة به، ويتصف بدرجة عالية من الصبر، والتحمل، والتفهم لحالته، فإذا لم تجدي ذلك في نفسك، فيمكن الاستعانة بمدرس لذوي الاحتياجات الخاصة ليقوم بذلك 0 الثاني ـ يجب أن يعلم الطفل بالحافز (الجائزة)، وأن توضع أمامه لتذكِّره كلما نسي، وأن يعطى الجائزة فور تمكنه من أداء العمل ولا يقبل منه أي تقصير في الأداء، بمعنى يكون هناك ارتباط شرطي بين الجائزة والأداء على الوجه المتفق عليه (التركيز مثلاً حسب المدة المحددة...)، وإلا فلا جائزة ويخبر صراحة بذلك.
و فيما يلي بعض الأساليب التي يمكن أن تتبعيها في تعديل سلوك طفلك، والتي كانت واردة بأحد الأبحاث العربية المنشورة على الإنترنت : 1- التدعيم الإيجابي اللفظي للسلوك المناسب، وكذلك المادي، وذلك بمنح الطفل مجموعة من النقاط عند التزامه بالتعليمات، تكون محصلتها النهائية الوصول إلى عدد من النقاط تؤهله للحصول على مكافأة، أو هدية، أو مشاركة في رحلة، أو غيرها، وهذه الأساليب لتعديل السلوك ناجحة ومجربة في كثير من السلوكيات السلبية، ومن ضمنها "النشاط الحركي الزائد"، ولكن يجب التعامل معها بجدية ووضوح حتى لا تفقد معناها وقيمتها عند الطفل، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الطفل، وأنه لا يمكنه الاستقرار والهدوء لفترة طويلة، ولذلك فتستخدم في الأمور التي تجاوز حد القبول إما لضررها أو لخطرها..!! مع توضيح ذلك للطفل وذكر الحدود التي لا يمكنه تجاوزها.
2- جدولة المهام، والأعمال، والواجبات المطلوبة، والاهتمام بالإنجاز على مراحل مجزأة مع التدعيم والمكافأة.و ذلك بشرح المطلوب من الطفل له بشكل بسيط ومناسب لسنه واستيعابه، والاستعانة بوسائل شرح مساعدة لفظية وبصرية مثل الصور والرسومات التوضيحية والكتابة لمن يستطيعون القراءة. وعمل خطوات معينة يجب عملها تبعًا لجدول معين وفي وقت معين)، ويتم تطبيق هذا البرنامج بواسطة اختصاصي نفسي واختصاصي تربية خاصة، بالتضافر مع الأهل، والمعلم، والطبيب (إذا كان هناك حاجة مرضية مثل نقص مواد معينة بالجسم أو وجود ضرورة التحكم في فرط النشاط عن طريق أدوية معينة). وستجدي تفاصيل تطبيق هذه التقنيات في استشارة أخرى سنوردها لك في نهاية الاستشارة. . ويمكن التعامل مع الطفل في مثل هذه الحالة عن طريق وضع برنامج يومي واضح يجب أن يطبقه بدقة، والإصرار على ذلك عن طريق ما يسمَّى بـ "تكلفة الاستجابة"، وهي إحدى فنيات تعديل السلوك، وتعني هذه الطريقة (فقدان الطفل لجزء من المعززات التي لديه نتيجة سلوكه غير المقبول، وهو ما سيؤدي إلى تقليل أو إيقاف ذلك السلوك) ومثل ذلك إلغاء بعض الألعاب، بل وسحبها مقابل كل تجاوز يقوم به الطفل خارج حدود التعليمات.
3ـ والتدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة، مثل تجميع الصور، وتصنيف الأشياء (حسب الشكل/ الحجم/ اللون/..)، والكتابة المتكررة، وألعاب الفك والتركيب، وغيرها .
4ـ العقود: و يعني بذلك عقد اتفاق واضح مع الطفل على أساس قيامه بسلوكيات معينة، ويقابلها جوائز معينة، والهدف هنا تعزيز السلوك الإيجابي وتدريب الطفل عليه، ويمكننا إطالة مدة العقد مع الوقت، ويجب هنا أن تكون الجوائز المقدمة صغيرة ومباشرة، وتقدم على أساس عمل حقيقي متوافق مع الشرط والعقد المتفق عليه، ومثال ذلك العقد:
(سأحصل كل يوم على "ريال، ريالان" –مثلاً حسب الظروف– إضافية إذا التزَمْت بالتالي:
- الجلوس بشكل هادئ أثناء تناول العشاء. - ترتيب غرفتي الخاصة قبل خروجي منها. - إكمال واجباتي اليومية في الوقت المحدد لها).
ويوقع على هذا العقد الأب والابن، ويلتزم الطرفان بما فيه، ويمكن للأب أن يقدم للطفل أو المراهق بعض المفاجآت الأخرى في نهاية الأسبوع، كاصطحابه في نزهة أو رحلة، أو أي عمل آخر محبب للابن إذا التزم ببنود العقد بشكل كامل، وتكون هذه المفاجآت معززًا آخر يضاف لما اتفق عليه في العقد.
5- نظام النقطة:
ويعني به أن يضع الأب أو المعلم جدولاً يوميًّا مقسمًا إلى خانات مربعة صغيرة أمام كل يوم، ويوضع في هذه المربعات إشارة أو نقطة عن كل عمل إيجابي يقوم به الابن سواء إكماله لعمله أو جلوسه بشكل هادئ أو مشاركته لأقرانه في اللعب بلا مشاكل، ثم تحتسب له النقاط في نهاية الأسبوع، فإذا وصلت إلى عدد معين متفق عليه مع الطفل فإنه يكافأ على ذلك مكافأة رمزية.
ــ ويمكننا إضافة النقطة السلبية التي تسجل في نفس الجدول عن أي سلوك سلبي يقوم به، وكل نقطة سلبية تزيل واحدة إيجابية، وبالتالي تجمع النقاط الإيجابية المتبقية ويحاسب عليها..!!!
ــ ومن المهم جدًّا أن تكون هذه اللوحة في مكان واضح ومشاهد للطفل حتى يراها في كل وقت، ونظام النقط ذلك مفيد للأطفال الذين لا يستجيبون للمديح أو الإطراء..!! وهي مفيدة لأنها تتتبع للسلوك بشكل مباشر، ولكن يجب فيها المبادرة بتقديم الجوائز المتفق عليها على ألا تكون مكلفة للأسرة، وأن تقدم بشكل واضح ودقيق حسب الاتفاق حتى لا تفقد معناها.
6ـ وضوح اللغة وإيصال الرسالة: و المعنى هنا أن يعرف الطفل ما هو متوقع منه بوضوح وبدون غضب، وعلى والده أن يذكر له السلوك اللائق في ذلك الوقت، فيقول الأب مثلاً: "إن القفز من مكان إلى آخر يمنعك من إتمام رسمك لهذه اللوحة الجميلة"، أو "إن استكمالك لهذه الواجبات سيكون أمراً رائعًا".
-والمهم هنا هو وضوح العبارة والهدف للطفل، وتهيئته لما ينتظر منه، وتشجيعه على القيام والالتزام بذلك.
أما إذا فشلت كل هذه الطرق في تحقيق النتيجة المأمولة، فيمكن إعطاء الأطفال بعض الأدوية والأطعمة الخاصة المناسبة، من أجل حدوث الاسترخاء العضلي عندهم، وتدريبهم على التنفس العميق وممارسة بعض التدريبات العضلية التي لها تأثير إيجابي على الأطفال ذوي النشاط الحركي الزائد"(1).. ويتم ذلك عن طريق مراجعة إحدى العيادات النفسية المتخصصة..".
إلى هنا تنتهي الأساليب المقترحة ليبقى تذكرينا لك بإرسال النتائج التي طلبناها، وبضرورة التواصل مع مدرِّسيه بالمدرسة؛ ليتم التعاون فيما بينكما، نحو تحفيز الطفل على أن يخرج أحسن ما عنده بإذن الله تعالى، بالإضافة إلى ضرورة عرضه على اختصاصي تخاطب وتنمية قدرات ليسير العلاج جنبًا إلى جنب نحو الأفضل بالنسبة له.
العلاج الدوائي :
تفيد المنبهات العصبية وعلى عكس المتوقع كثيرا في علاج فرط النشاط الحركي عند الطفل فهي تؤدي إلى هدوء الطفل وزيادة فترة التركيز عنده ولا تعطى هذه الأدوية إلا للأطفال ممن هم في سن المدرسة و أهمها ( الريتالين و الدكسيدرين ) و هي لا تعطى ولا تصرف إلا تحت إشراف طبيب الأطفال وأهم التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية هو الصداع والأرق وقلة الشهية ويجب إن لا يكون العلاج دوائيا لوحده وإنما مع العلاج السلوكي السابق وتعالج حالات نقص الانتباه دون فرط الحركة بنفس الطريقة. إذن الموضوع بحاجة إلى جهد ومتابعة، ولكن أحب أن أؤكد على ما يلي:
1ـ ضرورة اتباع البرنامج بدقة؛ لأن ذلك يسهل الحياة بشكل كبير على الطفل وعلى أهله مستقبلاً، أي بذل جهد في البداية على أمل تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في المستقبل.
2ـ ضرورة إدماج برنامج تعديل السلوك مع أي برنامج تعليمي أكاديمي، أو طبي (دوائي إذا كان هناك ضرورة لذلك).
3ـ يفضل عمل جميع الفحوصات المطلوبة للتأكد من أن هذه الأعراض ليست مظهرًا مصاحبًا لمشكلة أخرى، "فقد بينت الدراسات أن اضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط يترافق مع عدد من الاضطرابات النفسية الأخرى، والاضطرابات العضوية واستعمال بعض الأدوية"، وهذه الفحوصات تشمل الفحوصات الطبية، واختبار الذكاء، واختبارات صعوبات التعلم؛ وذلك لتحديد إن كان هذا عرض لمشكلة أخرى أم أنه ما يعرف بمتلازمة فرط النشاط وضعف التركيز فقط. وأؤكد لك بأن نتائج التدريب تكون ذات نتائج جيدة جدًّا إن شاء الله تعالى، مع تعاون الأهل، ووجود المدرب القدير، ومراعاة الفروق الفردية بين الأطفال.
الأدوية:
يمكن للأدوية أن تتحكم وتسيطر على سلوك الطفل وتزيد من القدرة على الانتباه. ومن أكثر الأدوية شيوعا المنبهات إذ أنها تزيد من نشاط بعض أجزاء الدماغ التي تبدو كسولة أو خاملة. وتشمل أدوية المنبهات ما يلي:
1ـ ميثيلفنيديت (ريتالين) Methylphenidate (Ritalin) 2ـ ديكستروأمفيتامين (ديكسدرين) Dextroamphetamine (Dexedrine) 3ـ أمفيتامين (أديرال) Amphetamine (Adderall)
وهناك عقاقير أخري تشمل على : 1ـ مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب والقلق 2ـ كلونيدين لعلاج حالات الإنفعال المفاجئ
نقص الانتباه والاضطراب الناجم عن فرط النشاط :
أساليب فعّالـة للاستخـدام داخـل الحجـرة الدراسية : يؤثر الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة على ما نسبته 3-5% من أطفال المدارس تقريبا0 وحالياً يعتبر هذا الإضطراب إضطراب عصبي نفسي يحتوي على مكونات جينية وراثية تتأثر بعوامل بيئية (باركلي ، 1998) 0 وعلى الرغم من خطوط وإتجاهات الباحث التي ظهرت وتبشر بالخير ، فإن أسباب الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة تبقى غير أكيدة (باركلي ، 1998) وبالإضافة إلى المشاكل الناتجة عن الإصابة بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والمتعلقة بالسلوكيات الفوضوية فإن الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة غالباً ما يواجهون صعوبات ومشاكل أكاديمية أيضاً
، وتدل الدراسات التي اجريت على عينات من الأطفال أن ما نسبته 50% من الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يجب أن يخضعوا لبرامج التعليم الخاص والذين يندرج غالبيتهم تحت صعوبات التعلم اوالإضطرابات السلوكية (ريد ، ماج ، فازا ورايت 1994) ، ومع ذلك فإن الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة لا يعتبر مشكلة تعليم خاص فقط 0 فإن معظم الأطفال المصابين به يدرسون ضمن المدارس العامة النظامية (ريد ، ماج ، فازا ورايت 1994) 0
ولذلك ، فإن العمل الفعّال مع الأطفال الذين يعانون منه يتطلب الإنتباه إلى التعليم العام وبيئتـه وبيئة التعليم الخاص 0واليوم هناك إتجاه متعدد الوسائل لعلاج الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والذي يطبق ويلقى تأييداً واسعاً (مثال : باركلي 1998 ، دوبول وستونر 1994) 0 ويتضمن هذا النموذج أربعة مجالات رئيسية يتم فيه توجيه أسلوب التدخل وهي :
أـ البيئة التعليميـــة 0ب ـ التشجيع على السلوكيات المناسبـة 0 ج ـ الإدارة الطبية العلاجيــة 0 د ـ الخدمات الخاصة الدعم المقدم للآباء والاطفال(مثال: الاستشارات، مجموعات الدعم المقدمة للاباء : أمـا هـذه الدراسـة فستركـز علـى اول مجالـين فقـط :
() البيئة التعليمية :
وتوجه نحو التلاعب بالبيئة الصفية في محاولة لمنع حدوث المشاكل السلوكية والهدف هنا تغيير بيئة الصف حتى تتناسب بشكل افضل مع احتياجات الطفل0 ولذلك فان التلاعب بالبيئة الصفية قد يعطي فرصة كبيرة للمدرس ليستغل وقته وجهده بشكل افضل (دنلاب ،كيرن 1993 ) 0 واضافة الى ذلك فان التلاعب بالبيئة الصفية امر عملي وسهل التطبيق ومهم جدا ويتطلب مجهود ووقت قليل من جانب المدرس 0 ويعتبر هذا من الاعتبارات الهامة خصوصا في الصفوف المنتظمة حيث يمتلك المدرسون وقتا محدودا 0 ففي الصفوف التي يتراوح عدد طلابها من 20-25 يصعب على المدرس واقعياً أن يكرس معظم وقته لطالب واحد 0
ومعظم البيئات الصفية تتضمن ثلاثة مجالات رئيسية هـي :-
أـ البيئة والمحيـط الصفـي 0 ب ـ المهمـات والمـواد 0 ج ـ المنهـاج والتعليم 0 الجـدول رقم (1) يرينا بعض هـذه المجالات وجميعها للطلاب الذين يعانون من الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0
() البيئة والمحيط الصفـي :
ويعود هذا النوع إلى الممارسات في الإدارة الصفية والترتيب المادي للحجرة الصفيـة 0 فالتغيير في هذان الأمران قد يعود إلى نتائج حاسمة وآثار على سلوك الطالب 0 وهناك احتمال ان يحدث غير ذلك فالتعاون من شأنه أن يجعل إدارة الصف أسهل أو أكثر فعاليـة 0
الإدارة الصفيـة :
الهدف هنا هو أن نستخلص السلوكيات الجيدة من الطلبة ونزيد من تكرار حدوث هذه السلوكيات 0 فالقدرة على التصرف بشكل صحيح داخل الحجرة الصفية يعتبرمتطلب ضروري لنجاح الطفل أكاديمياً 0 (والأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه وفرط الحركة يجب أن يوقفوا إذا كان الصف مزعجاً وغير مرتب ومضطرب
والأنظمة الثابتة والتوقعات 0 وحتى ينجح أولئك الأطفال يحتاج المدرسون إلى :
أـ خلق أنظمة تعليمية منتظمة ومتوقعة وثابتـة 0 ب ـ أن يتواصلوا مع طلابهم حول التوقعات المرجوة منهم 0 والأول سهل وبسيط وأمر مباشر جداً ويتعلق بكتابة جدول للنشاطات اليومية التي سيقسم إليها اليوم المدرس والمحافظة على هذا الروتين (بندر ومابشز ،1995 ، روبول وستونر 1994) 0
يجب أن يكون البرنامج اليومي واضح ومحدد يجب على المعلم أن يذكر ببعض التلميحات للأشياء التي سيحتاجها الطالب لبداية ونهاية النشاط0 مثلا ستحتاج إلى كتاب القراءة وقلم رصاص الآن 0 على المعلم أن يبرمج الوقت بحيث تكون المواضيع الأكاديمية والرئيسية والتي فيها تحديات في فترة الصباح والنشاطات التي لا تحتاج إلى تركيز تكون ظهرا ، وبما أن الأبحاث تشير إلى أن تصرفات هؤلاء الأطفال تسوء خلال اليوم ( بفنر وباركلي ،1998 ) 0
لهذا السبب البرنامج المنظم يجب أن يلائم وضع الطفل أثناء قدرته على الأداء 0 وأفضل الممارسات نقترح أن يبدأ المدرسون بالنشاطات غير المرغوبة قبل القيام بالنشاطات التي يرغب بها الطلبة ، فالرياضيات يجب أن تأتي حصته قبل حصة القراءة 0
أما الإجراء الثاني : فيتطلب من المدرس أن يقوم بتأسيس إجراءات وقوانين فعّالة ومناسبة وأن يراقب سلوكيات الطلبة بفعالية 0 الجدول رقم (2) يعطينا مؤشرات ودلائل لخلق قوانين صفية فعالة يوصي بها الباحث بين ورفاقه (بين ، راديتشي ، روزيلليني ، ديوتش مان ودارتش 1983) 0وهناك وسيلتين فعالتين على المدرس أن يستخدمهما لمراقبة الطالب وتزويده بالتغذية الراجعة (بيفينر وباركلي 1998) :-
1ـ ضع قطع من النقود في جيبك وانقلها في كل مرة تراقب فيها الطالب وتقدم له التغذية الراجعـة 0
2ـ استخدم ساعة الوقف ، فعند توقفها سيتذكر المدرس أن يراقب السلوك ويقوم بتزويد التغذية الراجعـة 0 أما كيفية تقديم المدرسين للتغذية الراجعة فهو أمر مهم جداً 0 فقد بينت لنا الأبحاث عن الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة أن القوانين الصفية الفعالة ينتج عنها تحسن في السلوك عندما تقرن هذه القوانين بالتعزيز الإيجابي والمديح الذي يقدمه المدرس للسلوكيات الإيجابية عند الطلاب وعندما يتجاهل العقاب القاسي عند انتهاك القوانين (آكرو أوليري 1987 ، بيفيرني وأوليري 1987 ، بيفينر ، روزن وأوليري 1991)
بالإرشادات التالية للعقوبات الفعّالـة :-
1ـ قم بمعاقبة الطالب بهدوء وبطريقة غير عاطفية (ويفضل أن تعاقبه على انفراد وليس أمام الطلاب) 0
2ـ ضع العقاب بحـزم (مثال : اشتغل بمهمتك الآن) 0
3ـ اجعل العقاب مختصراً ومباشراً وإلاّ فإن الانتباه قد يعزز السلوكيات غير المناسبة ويجلب انتباه الطلبة 0
4ـ عاقب الطالب بمجرد حدوث السلوك السلبي 0
5ـ تجنب الخلط بين المديح والعقاب والجمل الإيجابية التي قد تعزز السلوكيات السلبيـة 0
زد من فعالية العقـاب من خلال الاقتراب من الطالب ، التواصل الجسدي ، والنظر في عينيـه 0 بعد أن يتحسن سلوك الطالب ويثبت فعلى العقاب أن يخبو بشكل عام 0 وقد يحدث هذا أيضاً بشكل طبيعي ، وعندما يتحسن السلوك فإن العقاب غير ضروري أبداً بعدهـا 0 وبالإضافة إلى القوانين الصفية ، على المدرسين أن يكونوا قادرين على أن يوجهوا الطلاب بوضوح 0 فعلى الأطفال أن يفهموا ماذا يتوقع منهم أن يفعلوا إذا ما قاموا بإنجاز مهامهم بالشكل الصحيح .
وهذه بعض الإرشادات التي تساعد على إعطاء توجيهات فعّالـة :
1ـ اجذب انتباه الطلبة قبل إعطائهم الإرشادات 0 2ـ اجعل الإرشادات قصـيرة وهادفـة 0 3ـ كن محـدداً اتجاه السلوك الذي تود أن يؤديـه الطالب 0 4ـ تجنب إعطاء أكثر من إرشاد في آن واحـد 0 5ـ اجعل الإرشادات واضحة دائمـاً 0 6ـ أعد الإرشاد على الطلبة ثلاث مـرات 0 7ـ تأكد من أن الطلاب قد فهمـوا ما تريده منهـم 0
وقد تكون عملية انتقال الطالب من صف لآخر أو مجموعة لأخرى أو نشاط لآخر أو مادة لأخرى صعباً وهذا يسبب مشاكل كثيرة للطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0 هذه الأمور قد تكون مصدر كبير للسلوكيات الفوضوية ، وبإدارة مشاكل الانتقال هذه بفعالية سيكون التعليم أكثر فعالية 0
ويقدم لنا الباحث ماستروبيري وسكرجز (1994) الوسائل المتعددة التالية للتأكيد على الانتقال السريـع :-
1ـ اجلس جانباً عندما تبدأ عملية الانتقال ، مثلاً عندما يشرب الطلبة أو يبروا أقلامهم 0 وحدد أوقات معينة لقيام الطلبة بهذا الأمر حتى تقلل من حـدوث الفوضـى
2ـ أسس توقعاً من الطلاب أن ينتقلوا بسرعة من نشاط لآخر وقم بتعزيزهم عند إطاعة أوامـرك 0
3ـ أخبر طلابك أن أي وقت سيضيعونه من وقت الحصة خلال عملية الانتقال سيتم اقتطاعه من وقت فرصتهـم 0 | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 384 نقاط : 765 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 22/08/2010
| موضوع: رد: اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه الخميس أبريل 07, 2011 12:07 pm | |
| | |
|