الزعتر .. مهدىء للأعصاب وا لآلام ويقوي العضلات ويعالج الربو والمغص الكلوي
يقول صلى الله عليه وسلم »لكل داء دواء: فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى«.
وكان الاطباء العرب القدماء يؤمنون بأنه لا يوجد مرض لا يمكن علاجه بالنباتات ، ويعتبر العرب اول من اسس مذاخر الادوية او الصيدليات في بغداد ، واول من استخدم السنمكه والكافور وجوز القبيء والقرنفل وحبة البركة في التداوي ، واول من اماطوا اللثام عن كثير من اسرار هذه الاعشاب الطبية ، واصبحت حقائق في العلوم والتكنولوجيا.
وسنضع بين أيديكم في كل مرَّة نوعا من النباتات العشبية او الخضروات التي تعج بالفوائد الطبية التي لا غنى عن وجودها في كل بيت. وربما يستعملها الكثيرون منا ولكن دون ان يعرفوا ما فيها من فوائد:
الزعتر
الزعتر شجيرة معمرة عطرية كثيرة الفروع تكون كساء للأرض تعلو إلى حوالي 12 بوصة. أوراقها صغيرة تنبت من الساق ، أزهارها وردية أو أرجوانية تزهر منتصف الصيف. ويكثر بصفة عامة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط ، ولأنه يعطر الجبال برائحته الزكية يطلق عليه صفة »مفرح الجبال«. وله رائحة عطرية قوية وطعمه حار مر قليلاً. منه نوعان هما النوع البري والنوع المزروع.
وفيه أنواع برية وأنواع زراعية وهو نبات قديم كان قدماء المصريين يحرقونه كبخور في طقوسهم الدينية وهو ينمو في معظم المناطق المعتدلة المناخ.
المعلومات الغذائية
يحتوي كل غ100 من الزعتر بحسب وزارة الزراعة الأميركية على المعلومات الغذائية التالية :
السعرات الحرارية: 101
الدهون: 68,1
الدهون المشبعة: 46,0
الكاربوهيدرات: 45,24
الألياف: 14
البروتينات: 56,5
الاستعمالات الطبية
تستعمل أوراق وسيقانه لعلاج كثير من الأمراض. يستعمل لعلاج الكحة والسعال الديكي ويمكن غليه واستعماله كمضمضة لعلاج اللثة بالفم أو غرغرة لالتهاب الحلق. ويمكن استعمالها كبخار لأن به مادة ثيمول بالإنجليزية(Thymol) التي تقضي علي البكتيريا وفيروس الحلأ (هربس) وبعض الطفيليات. والزعتر يحسن الهضم ويرخي العضلات الناعمة (اللينة أو الباسطة) ويقلل البروستاجلاندين الذي يسبب تقلصات في العضلات ، لهذا يفيد الرياضيين ويقضي علي الطفيليات المعوية. ويستعمل كمسحوق في غيار الجروح المتقيحة وكمنفث للبلغم ويقلل التقلصات ويفيد في بداية نزلات البرد والصداع وتأخر الدورة الشهرية ، ويمنع الغازات المعوية والشد العضلي.
فوائد الزعتر
أكد الطب الحديث على خاصية الزعتر المطهره ، وهو بهذا المعنى يفيد في إزالة التهابات الحلق الموضعية ويطهر المجاري التنفسية ويسكن المغص واوجاع البطن ويطرد الريح ومساعدته في إدرار البول إلى جانب تسكين اوجاع الاسنان واللثة المصابة بالالتهابات.
تغلى عروقه المزهرة وأوراقه مع الماء وتشرب كالشاي ، وذلك بتناول مغلي العشبة بنسبة نصف ملعقة لكل كاس من الماء الساخن بدرجة الغليان مع ملعقة عسل ، ويتناول المريض كأساً واحداً إلى ثلاثة كؤوس في اليوم الواحد لعدة أيام. وطبخه مع التين يفيد في علاج الربو وعسر النفس والسعال ، وإذا أخذ مع الخل ازداد مفعوله في طرد الغازات ، وإدرار البول والحيض ، وتنقية المعدة والكبد الصدر ، وتحسين اللون.
وتساعد مادة التايمول الموجوده في الزعتر بكثرة على طرد بعض أنواع الديدان المعدية وتطهير الامعاء من الطفيليات وهو مفيد في تلطيف احتقانات الكبد وتطهير المعدة وتسكين اوجاع الشقيقة. ومغطس حمام الزعتر يخفف من آلام المفاصل.
لعلاج الجهاز التنفسي
مثل السعال الديكي والالتهابات الشعبية والربو ، وفي هذه الحالة يعمل الزعتر على تليين المخاط الشعبي مما يسهل طرده للخارج ، كما يهدئ الشعب الهوائية ويلطفها. وكذلك يحتوى على مواد لها خاصية مسكنة للألم ومطهرة ومنشطة للدورة الدموية. وينشط الزعتر عامة كل الوظائف المضادة للتسمم ، ويسهل إفراز العرق, ويدر البول. والزعتر يحتوى على مواد مقوية للعضلات مثلاً: عضلات القلب ، تمنع تصلب الشرايين ، يعالج التهابات المسالك البولية والمثانة ويشفي من مرض المغص الكلوي ويخفض الكوليسترول.
طارد للغازات والبلغم
والزعتر يعمل على تنبيه المعدة وطرد الغازات ويمنع التخمرات ويساعد على الهضم وامتصاص المواد الغذائية وطرد الفطريات من المعدة والأمعاء إلى جانب أنه يزيد الشهية لتناول الطعام فهو يحتوى على مادة الثيمول التي تعمل على قتل الميكروبات وتطرد الطفيليات من المعدة إضافة إلى مادة الكارفكرول وهي مسكنة ومطهرة وطاردة للبلغم ومضادة للنزيف والاسهال ، اضف إلى أن الزعتر ملطف للأغذية ، واذا وضع مع الخل لطف اللحوم وأكسبها طعما لذيذا, وهو طارد للديدان ، فقد أثبتت التجارب العلمية أن زيت الزعتر يقتل الاميبا المسببة للديزانتاريا في فترة قصيرة ويبيد جراثيم القولون. وهو يزيد في وزن الجسم لأنه يساعد على الهضم وامتصاص المواد الذهنية. ونحب أن نضيف أن الزعتر قد يسبب الإمساك (القبض) أحيانا فيفضل أخذه مع زيت الزيتون. فيه القيمة الغدائية كبيرة جدا. واهم شيء هو المحافظة على الرياضة والمشي.
مضاد للأكسدة
والزعتر يحتوى أيضا على مواد مضادة للاكسدة مما يمكن الاستفادة منه بإضافة زيت الزعتر إلى المواد الغذائية المعلبة مثل (علب السمن) ليمنع الاكسدة بدلا من إضافة مواد صناعية قد تضر بصحة الإنسان.
منبه للذاكرة
ويؤكد السلف السابق على أهمية تناول الزعتر كسندويش مع زيت الزيتون صباحا وقبل الذهاب إلى المدرسة للاعتقاد بان الزعتر منبه للذاكرة ويساعد الطالب على سرعة استرجاع المعلومات المختزنة وسهولة الاستيعاب.
لعلاج اللثة ووجع الأسنان
ويعتبر الزعتر منشطا ممتازا لجلد الرأس ويمنع تساقط الشعر ويكثفه وينشطه, ومضغه ينفع في وجع الأسنان والتهابات اللثة خاصة إذا طبخ مع القرنفل في الماء, ثم ينصح بالتمضمض به بعد أن يبرد. كما أنه يقي الأسنان من التسوس وخاصة إذا مضغ وهو اخضر غض ، فنبات الزعتر عامل مهم في معالجة التهابات الحلق والحنجرة والقصبة الهوائية ، ويعمل على تنبيه الأغشية المخاطية الموجودة في الفم ويقويها. ويدخل الزعتر في معاجين الأسنان فهو يطهر الفم ومضغه يسكن آلام الاسنان.
الاستعمال الخارجي
يوصى باستعمال الزعتر كلما دعت الحاجة إلى تنظيف وتطهير الجروح ، والقروح, والمهبل في حال الظهور السيلان الأبيض. ويستعمل الزعتر أيضا كدواء خارجي ، فهو يريح الأعصاب المرهقة, وإذا ما أخذ المرء حماما معطرا من مغلي قوي للزعتر ، كانت له فائدة كبيرة, كما أن الأطفال المصابين بالكساح يجدون فيه مقويا ناجحا. وهو شديد الفاعلية ، باعتباره مهدئا للآلام الروماتزمية ، النقرس ، والتهاب المفاصل. وهو يتيح تحضير مغاطس مقوية تكثر التوصية باستعمالها للأطفال الهُزَّل. وإضافة (50) غراما من الزعتر إلى أربعة ليترات من الماء والاغتسال بها يزيل التعب العام ، ويخفف آلام الروماتيزم ، والمفاصل ، والدوالي (عرق النسا). وللجمال نصيبه من الزعتر: فهو منشط ممتاز لجلد الرأس ، يمنع ويوقف تساقط الشعر ، ويكثفه وينشط نموه.
الزعتر في الطب القديم
افاضت كتب الطب القديمة في الكلام على محاسن الزعتر فاوصت به لعلاج الربو والروماتيزم وضعف الامعاء. وأوصت بمزجه مع العسل لإزالة البلغم وقطع البخر وتقوية البصر. كما تحدثت عن قدرته على تحليل الأورام وتلطيف المغص والسعال.
وأوصى قدماء الاطباء أيضاً باستخدام الزعتر مع الخل لتسكين أوجاع الفم وشرب شايه لإدرار البول وحلحلة الحصى وإدرار الطمث. كما وصفت كمّادات الزعتر لتنفيس الاحتقانات ، واعتبرته كتب الطب القديمة من المواد المنبهة والمعرًّقة.
مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة ...