الملاك الأسود مشرفة الأثاث والديكور
الاعلام : عدد المساهمات : 524 نقاط : 1882 السٌّمعَة : 38 تاريخ التسجيل : 24/08/2010 العمر : 37
| موضوع: لماذا اختار المصطفى كلمة (ابشركم) في خبر المهدي السبت يناير 14, 2012 11:25 am | |
| لماذا اختار المصطفى كلمة (ابشركم) في خبر المهدي
هذا سؤال لو تفكر المؤمن العاقل وأدرك حقيقة جوابه لعجب من سر المهدي أشد العجب ولأدرك أن المهدي في حقيقة أمره أعظم مما يتصوره الجاهلون في زماننا وغير زماننا ، فالذين يظنون أنه سيكون فردا عاديا كسائر الأفراد في هذه الأمة الذين يهتدون بعد ضلالة ويسلكون سبيل الرشاد بعد الغواية ، ثم ما يلبثون إلا ويجدون أنفسهم من أهل الخير والصلاح !! .
أبدا الأمر ليس كما فهم الكثير عن المهدي وأخباره ، ولتأتوا معي على هدي القرآن لنستشف من أخبار رسل الله تعالى وأنبياءه الذين قص علينا ربنا أخبارهم لنتعرف هل بالفعل المهدي على وفق عناية المصطفى عليه الصلاة والسلام باختيار كلماته الشرعية أنزل أمره على ما يظنه هؤلاء الجهلة أم لا .
لنرى وكما علم الجميع أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن على ما ذكرت عائشة رضي الله عنها ، فهو كثيرا ما يواطئ القرآن بأفعاله وأقواله ، وما إخباره عن حفيده المهدي عليه السلام إلا على وفق هدي القرآن .
أولا : نص القرآن على أن إخبار المسيح عليه السلام بالنبي عليه الصلاة والسلام نفسه كانت بنفس الصيغة التي اختارها المصطفى لحفيده المهدي وذلك في قوله عز وجل على لسان المسيح عليه السلام : ﴿ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾ . وعليه لما بشر المصطفى بالمهدي بعده إنما كان هذا جريا على عادة الرسل كل يبشر بالذي بعده ، وحتى المهدي عليه السلام اقتضت حكمة الله تعالى في أمره عمل هذه السنة إذ أنه الآن يبشر بعودة المصطفى عليه الصلاة والسلام كما بشر به هو من قبل ، وهكذا : ﴿ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل﴾ وقال : ﴿ وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ﴾ .
وأيضا من بشارته للمؤمنين قرب التمكين والظفر ، ولأعداء الدين قرب حلول المنايا والنقم ، والأمور العظام المخبر عنها سابقا من خسف ومسخ وقذف وقتل لم يرى الناس مثله قط على يد السفاح وسيفه .
إنها السنن التي لا تتخلف وما كان شيئا في السابقين إلا وسيكون في هذه الأمة مثله !! .
ثانيا : ما بُشر نبي ورسول بذرية بعده إلا وكان المبشر به رسولا ونبيا ، فما بالكم بمن بشر به المصطفى بنفسه الأمة كلها على مر عصورها !! . قال تعالى : ﴿ ونبئهم عن ضيفِ إبراهيم . إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون . قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم ﴾ .
وهنا البشارة بإسحاق عليه السلام على خلاف البشارة في قوله تعالى : ﴿ وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين . رب هب لي من الصالحين . فبشرناه بغلام حليم ﴾ . فهي بإسماعيل عليه السلام فقد قص بعد ذلك تفاصيل الرؤيا وأمر الذبح والفداء بالكبش ، أما خبر البشارة في الآية السابقة فكانت في إسحاق عليه السلام ، فقد أغفل هناك ما ذكره هنا لإرادة التفريق بين الولدين ، وكلاهما صار نبيا عليهما السلام جميعا . قال تعالى : ﴿ وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ﴾ . والله تعالى إذا أراد بخبر البشارة إسحاق لا يصفه إلا بالعليم ، أما إسماعيل فيصفه بالحليم لإرادة التفريق بين مراد البشارتين . وفي سورة هود كانت البشارة بإسحاق ويعقوب كذلك وكلاهما نبي كريم : ﴿ وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن ورآء إسحاق يعقوب ﴾ .
ثالثا : ومثل ذلك ما جرى مع زكريا عليه السلام في قوله تعالى : ﴿ يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحي ﴾ . والكل يعلم أن يحي عليه السلام نبيا من الصالحين يوحى له :﴿ أن الله يبشرك بيحي مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ﴾ .
رابعا : مريم عليها السلام حين بشرت بالمسيح ومن الله تعالى بلسان ملائكته لها وذلك في قوله عز وجل : ﴿إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين﴾ .
وهكذا هي سنة الرسل والأنبياء ما بشروا بذرية إلا وكانت البشرى واقعة على رسول أو نبي ، وهل بشر المصطفى بأحد من ذريته إلا بالمهدي من بعده جريا على سنة من سبقه من أنبياء الله تعالى ، فكان عند الله تعالى رسولا اختصه الله تعالى بوحي الرؤيا الذي أبقي في الأمة بعد المصطفى لأجل المهدي وأمره حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صرح من غير تورية أنه الجزء الوحيد المتبقي من أجزاء الوحي وسماه ( البشرى ) وبهذا قوام أمر المهدي لا كما فهم السذج والبسطاء من عامة المسلمين أن أمره لا يخرج إلى ما ذكرنا على الرغم من البشارة به !! .
منقووووووووووووووووووول | |
|