بسم الله الرحمن الرحيم
هنالك طرق حديثة في حفظ القرآن الكريم، ومن خلال تجربتي الخاصة في حفظ القرآن العظيم فقد وجدتُ بأن الطريقة الأفضل هي أن تضع القرآن في أولى اهتماماتك، وهو كتاب يستحق أن يوضع في المقام الأول لأنه صادر من رب العالمين سبحانه وتعالى.
وبالتالي سيكون هنالك هدف واحد هو الإصرار على حفظ القرآن، وبدون هذا الهدف لن تحفظ شيئاً! فعندما بدأتُ بحفظ القرآن منذ خمسة عشر عاماً، كنتُ أجد صعوبة بالغة في استحضار الآيات التي قرأتها على الرغم من تكرارها مراراً.
ولكنني عندما علمتُ بأن أفضل عمل يمكن للإنسان أن يقوم به هو أن يمتلئ قلبه بنور القرآن، أدركتُ عندها أن حفظ القرآن ليس أمراً مستحيلاً خصوصاً أن الأطفال يحفظونه فكيف بالكبار؟ فكنتُ أحياناً أترك كل أعمالي وأجلس مع كتاب الله تعالى متأملاً لآياته ومتدبراً لمعانيه ومعجزاته.
فكان تأمل هذه الآيات هو الطريق الأسهل نحو حفظها وعدم نسيانها، وكان لديّ قناعة بأن أجمل لحظة على الإطلاق هي أن يكون القرآن إلى جانبك في كل ظروفك الصعبة. ففي أي مناسبة تجد آية تذكرك بالله تعالى، وهذا يزيد من قدرة الإنسان على الحفظ لأن القرآن كتاب يناسب جميع الظروف.
وقد مارستُ حفظ القرآن عدة سنوات، وخرجتُ بنتيجة مهمة وهي: إذا لم تضع القرآن في أولويات أعمالك فلن تحفظه أبداً. وهذا هو السبب الرئيسي في أنك تحاول حفظ القرآن ثم تجد نفسك قد نسيت ما حفظته بالأمس.
ولذلك يا أخي الكريم إذا اتبعتَ أسلوباً في حفظ القرآن تتوجه فيه إلى الله بقلب نقي ونية صافية وتسأل الله من كل قلبك أن يعينك على حفظ القرآن، عندها سيكون أسهل وأمتع عمل تقوم به هو عندما تجلس مع هذا الكتاب العظيم وتبدأ بتلاوته وتكرار آياته وحفظها في صدرك.
لقد كانت طريقتي في حفظ القرآن أنني أقوم بتجزئة السورة إلى عدد من المقاطع حسب المعنى اللغوي، ثم أبدأ بقراءة كل مقطع عدة مرات وكلما مررت على كلمة لا أفهمها أرجع إلى التفسير، ثم بعد أن أتم حفظ هذا المقطع أبدأ بحفظ المقطع التالي ثم تبدأ عملية الربط بين المقاطع.
لذلك سارع إلى حفظ بعض آيات القرآن لتلقى الله تعالى وأنت حافظ لكتابه فهذا أجمل يوم ينتظره كل مؤمن صادق: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم).
منقول
[right]